ads

يا كاذب


هناك رجل اسمه عمرو بن شريط، كان يحج مع النبي ويحكي فيقول أنه بعد الانتهاء

من عرفة والذهاب إلى منى والمكوث في الخيام خرج من خيمته فرأى 10 سيدات

يجلسون معًا فذهب وجلس معهم فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "ما

أجلسك هنا؟" فقرر أن يكذب فكذب على النبي فقال: "ضاع عقال بعيري  فجلست إلى

النساء أسألهم إن كانوا قد شاهدوا عقال بعيري أم لم يشاهدو عقال بعيري" يقول

عمرو: "فابتسم لي ابتسامة الغضبان وتركني وانصرف، فلقيني في اليوم التالي

فنظر إلى وقال: "يا عمرو، هل وجدت عقال البعير؟" فقلت: "لا يا رسول الله"

فتركني وانصرف فلقيني في اليوم التالي فقال: "يا عمرو هل وجدت عقال البعير؟"

فسكت، فتركني وانصرف. فلقيني في اليوم الرابع فقال: "يا عمرو هل وجدت عقال

البعير؟" فقلت: "سامحني يا رسول الله" فابتسم إلى وقال: "يغفر الله لك يا عمرو".

لو كنت مكان النبي ماذا كنت ستفعل؟ تسأل السيدات إن كان هذا الكلام صحيحًا

فيقولوا لك انه ليس صحيحًا فتنظر إليه نظرة عنف وتقول له: "أنت كاذب" ولكن

النبي لم يفعل هذا لأنه حيي، فيستحي أن ينظر لك ويقول لك "يا كاذب"! نحن نفعل

هذا ولكن النبي لا يفعل هذا. ولكن ما هي ابتسامة الغضبان؟ أنا لا أعرف إلا عبس

الغضبان! فتجد كلمة "ابتسامة الغضبان" موجودة بكثرة في السيرة النبوية ولكني لا

استطيع أن أتخيلها! فكان يبتسم حتى وهو غضبان! أين هذا في هذا الزمن القاسي؟

ما هذا الحنان؟ حنانه على من اخطأ ولم يتراجع إلا بعد 4 أيأم! ولم يهينه أو يقول

له "أنت كذبت"! فليس من الضروري أن تظل تواجه الناس وتسبهم، فهم يشعرون بما تود قوله وهم ليسو بأغبياء!

بأخلاق النبي نرقي .